الأقليات في الموصل تسعى إلى تشكيل قوات ذاتية لحماية الكنائس والمعابد

تشهد مدينة الموصل تحركات واسعة لتجنيد وتسليح عناصر من الأقليات الدينية لحماية الكنائس والمعابد الموجودة في الأقضية والقرى التي تسكنها الأقليات الدينية في بعشيقة وبعزاني وتلكيف وسهل سنجار.
وأكد دريد كشمولة محافظ الموصل في اتصال مع «الحياة» أن هذه التحركات تندرج في إطار توفير الحماية الذاتية لأبناء الأقليات الدينية ودور عبادتهم وتمكينهم من ممارسة طقوسهم الدينية بحرية اكبر.
وقال إن عدداً كبيراً من أبناء الأقليات امتنعوا عن زيارة دور العبادة بسبب تعرضها للاستهداف وإن شرطة المدينة ستجند عددا من أبناء الأقليات وتكلفهم حماية المعابد والكنائس.
ولفت أن عدد المجندين الذين سيتم قبولهم من الديانة المسيحية في شرطة المحافظة لن يتجاوز 250 شخصاً وان مهمتهم ستنحصر في حماية الكنائس الموجودة في المحافظة وقال «إن الطائفة المسيحية بدأت تتعرض لمضايقات كبيرة في الآونة الأخيرة من قبل متشددين في تنظيم «القاعدة» لاسيما بعد مقتل رئيس أساقفة الموصل» لافتا إلى نزوح عدد من العائلات من قضاء تلكيف إلى القرى المسيحية في دهوك هرباً من المشكلات الأمنية.
وعن تجنيد باقي الأقليات قال كشمولة إن تجنيد الشباب المسيحيين يُعد بداية لخطوات مماثلة تشمل جميع الأقليات الأخرى التي تعاني من تسلط تنظيم «القاعدة».
واكد وعد حمد نائب الأمين العام للحركة الايزيدية من اجل الإصلاح والتقدم لـ «الحياة» إن رجال الدين الآيزيديين جندوا مجموعات من الشباب الآيزيديين لحماية المعابد التابعة لهم من الهجمات والاستهداف.
وقال إن تنظيم «دولة العراق الإسلامية» يتحكم بغالبية مناطق الموصل فيما تقتصر سيطرة القوات الأمنية والحكومة المحلية على بعض مناطق مركز المحافظة، لافتا إلى هجرة مجموعة كبيرة من الأقليات الدينية إلى مناطق كردستان العراق هرباً من المشاكل الأمنية بعد حملة الاستهداف الأخيرة للأقليات الدينية هناك.
وانحى الشيخ محمد بك الكبير رئيس رابطة الشبك الديموقراطي باللائمة على عشائر الموصل لسماحها باستفحال تنظيم «القاعدة» في هذه المناطق وقال لـ «الحياة» إن تأخر عشائر الموصل في تشكيل مجالس الصحوة واعتمادها على الحكومة المركزية يمثلان سبباً رئيساً في المشكلات الأمنية التي تتعرض لها الأقليات هناك.
وقال إن الحكومة عارضت في وقت سابق إقامة تنظيمات أمنية تابعة للأقليات بحجة الخوف من تحوّلها إلى ميليشيات وخارجين عن القانون لكن الجانب الأميركي دعم مشروع إقامتها بعدما لاحظ تدهور الأوضاع الأمنية في المناطق التي تسكنها الأقليات الدينية.
وكان الجيش الأميركي في العراق كشف الأسبوع الماضي عن وجود برنامج لتجنيد أكثر من 700 من المسيحيين في الشرطة العراقية بقضاء تلكيف ذات الغالبية المسيحية التابع لمحافظة نينوى (400 كلم شمال بغداد).
يذكر أن وفدا يمثل رؤساء الطوائف والكنائس المسيحية، طالب خلال لقائه الرئيس جلال طالباني قبل أيام، بتأمين الحماية للكنائس والمدارس الدينية في المدن التي يوجدون فيها.
وجاء الإجراء بعد مقتل رئيس أساقفة الموصل فرج رحو على يد إحدى الجماعات المسلحة بعد يومين من اختطافه فضلاً عن موجة من الاغتيالات راحت ضحيتها نساء مسيحيات في بغداد.