أهمية كلمة الله

أهمية كلمة الله {1} :ان المحبة لكلمة الله . لا بد أن تميز كل واحد من أولاد الله . و لا مبالغة في القول : إن النمو في النعمة و معرفة ربنا و مخلصنا يسوع المسيح , يعتمد كثيرا على قراءة الكلمة .
لنتأمل مثلا في المزمور 119 فنرى مدى اعتماد كل دقائق الحياة الروحية للمر نم , على كلمة الله .
إن بعض التعبيرات التي فاض بها قلب المر نم في المزمور , تجعلنا نطأطئ رؤوسنا خجلا , حين تتبين كم كانت الكلمة الإلهية ثمينة و عزيزة لدى قلبه جدا . لنسمعه إذ يقول : " بفرائضك أتلذذ , لا أنسى كلامك " . " أيضا شهاداتك هي لذّتي , لا أنسى كلامك " . " و أتلذّذ بوصاياك التي أحببت " ." كم أحببت شريعتك , اليوم كله هي لهجي " و يقول أيضا : " من وصية شفتيه لم أبرح , أكثر من فريضتي { طعامي الضروري }
ذخرت كلام فيه " .


أهمية كلمة الله {2}: {شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه } "يع18:1"
أولا : هي وسيلة الميلاد الثاني . " شاء فولدنا بكلمة الحق" . . "مولودين ثانية , لا من زرع يفنى , بل مما لا يفنى , بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد " "1بط23:1" . و الرب نفسه علّم نفس الحق , حيث قال : { إن كان أحد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر أن يرى ملكوت الله }" يو5:3" . و كلّنا يعرف أن الماء هو الرمز المعروف لكلمة الله .
ثانيا : هي معيارنا الوحيد و مرجعنا النهائي للحق الإلهي و السلوك والعمل . و واجبنا أن نختبر كل شيء في ضوء الكلمة . ففي كل خطاب من الخطابات السبعة للكنائس , نجد هذا القول : "من له أذن للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس " فكلمة الإنجيل هي المعيار الكامل للسلوك . كما يكتب الرسول مذكرا الكنائس بمسئوليتها المستمرة لاختبار كل شيء حسب التعاليم التي سلّمها لهم . انظر مثلا غل8:1 , 9—1كو1:15, 11—




أهمية كلمة الله {3} : {مكتوب : ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان , بل بكل كلمة تخرج من فم الله}"متى4:4"
ثالثا :الكلمة هي غذاء الطبيعة الجديدة الممنوحة للمؤمنين : فيقول بطرس : " كأطفال مولودين الآن , اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش ,لكي تنموا به " {1بط2:2, 3} .فالكلمة هي الطعام المعد و اللازم لمقومات الحياة الروحية , و هي وسيلة تغذيتنا و تقويتنا في المسيح أثناء عبورنا في البرية , و انتظارنا رجوع الرب إلينا ,
أو رحيلنا للوجود معه . فكلمة الإنجيل هي طعامنا , كما كان المن , و غلة الأرض , و خروف الفصح .
فإذا كنا نبغي أن نجمع المن الروحي كل يوم , ما علينا إلا أن نتجول في الأناجيل , حيث نجد المسيح المتضع في تجسده . و إذا أردنا أن نتغذى به كالمسيح الممجد في السماوات , فعلينا أن نذهب إلى الرسائل . فالكلمة إذا هي المراعي الخضراء التي يقودنا إليها الراعي الصالح .




أهمية كلمة الله {4} : {سراج لرجلي كلامك و نور لسبيلي } "مز105:119"
رابعا : الكلمة هي مرشدنا الوحيد : لما كان على يشوع أن يقود الشعب إلى أرض كنعان , كلّمه الله قائلا : "إنما كن متشددا , و تشجع جدا لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي . لا تمل عنها يمينا و لا شمالا لكي تفلح حيثما تذهب , لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك , بل تلهج فيه نهارا و ليلا , لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه . لأنك حينئذ تصلح طريقك و حينئذ تفلح " {يش7:1 , 8}
فالكلمة إذا هي مرشدنا الوحيد وسط ارتباكات العالم . { تفكرت في طرقي , و رددت قدميّ إلى شهاداتك } .




أهمية كلمة الله {5} : { و خذوا ... سيف الروح الذي هو كلمة الله }" أف17:6"
خامسا : الكلمة هي وسيلتنا للدفاع ضد حيل الشيطان , لذلك تسمى سيف الروح .
حين جرّب ربنا المبارك من الشيطان , نرى أن الكلمة سلاحه الوحيد . في كل مرّة قدّم فيها الشيطان سرابه الخدّاع , جاوبه الرب { انه مكتوب } فقد اعتمد الرب بالتمام من البداية إلى النهاية في دفاعه على كلمة الله , فوجد الشيطان نفسه أمام الرب بلا قوة , و لم يستطع أن يتقدّم خطوة واحدة , و انهزم في كلّ مرة , ففارقه مغلوبا . و الشيطان اليوم , كما في الأمس يذهب مغلوبا حين نواجهه بالمكتوب . لا يستطيع الشيطان أن يمسّ مؤمنا مطيعا للكلمة الإلهية .




أهمية كلمة الله {6} : {قدسهم في حقك . كلامك هو حق } " يو17:17"
سادسا : الكلمة هي السبيل إلى قداستنا العملية : هكذا صلى الرب حين قدّم خاصته إلى الآب قائلا :" قدسهم في حقك ، كلامك هو حق ." و الحقيقة أنه بتطبيق الكلمة على أنفسنا باستمرار , ننفصل في طرقنا عن الشر , تماما كما يغسل الرب بالكلمة أرجل خاصته . هذا هو العمل الذي يتعهّد به الرب ؛ نمونا في نعمته الغنية . لكن لا ينبغي أن ننسى المسؤولية التي علينا نحن , و هي أن نحكم على أنفسنا في ضوء الكلمة , في محضر الله . كم من تجارب و تأديبات كنا ننجي منها أنفسنا , لوكنا أكثر أمانة من جهة هذا الأمر .{ من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء و مرضى , و كثيرون يرقدون } " 1كو30:11"
و من ثم يتساءل المر نم : " بم يزكي الشاب طريقه ؟ " و الإجابة : " بحفظه إياه حسب كلامك " مز9:119"
فمن الكتاب وحده نتعلّم مشيئة الله , و بتطبيق الكلمة بقوة الروح القدس , ننفصل عن كل ما لا يتفق مع مشيئته .
و بعد ذلك نتمم كل ما يرضيه . و باستمرار هذا التدريب , نزداد في القداسة العملية , و مقياسنا الكلمة الإلهية .

أهمية كلمة الله {7} : { إن أحبني أحد يحفظ كلامي , و يحبه أبي , و إليه نأتي , و عنده نصنع منزلا. } " " يو23:14" .
سابعا : الطاعة . انظر ما أعظم هذه البركة التي لنا , إن كنا نحفظ كلمته . لنتيقن أن تمتعنا بمحبة الله لنا , و إتيان الآب و الابن ليصنعا عندنا منزلا , مشروطان بحفظ كلمته . و في الإصحاح {يو15} يقول الرب :
" إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي ، كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي و أثبت في محبته " عدد10
و عند ختام الوحي الإلهي ,يقول الرب : " ها أنا آتي سريعا , طوبى لمن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب " رؤ7:22
و في الختام ينتظر الرب منا أن نتلذذ في طاعتنا لكل كلمة خرجت من فمه . و قد جعل الرب الطاعة للكلمة أسمى
قياس لمحبة الرب " إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي " يو15:14" .

thanx for nice topic

شكرا على ردودكم الجميلة