صلاة عن حياة القديسة ريتا
+3
سبهان امير
فادي نوئيل الدهوكي
تيتا
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صلاة عن حياة القديسة ريتا
أنطونيو منشيني وأماتا فاري زوجان من بلدة كاسيا الإيطالية؛ بلغا من العمر سن الشيخوخة دون ان يرزقا بولد؛ لكن صلاتهما المتواترة دون ملل جعلت الربّ يشفق عليهما فرزقهما طفلة دعوها بإسم مرغريتا وتحبّباً ريتا.
كان ذلك في 22 إيار 1381. فعمّداها وشكرا الربّ على عطيّته لهما. في طفولتها حدثت بعض المعجزات التي ظلّ القرويّون يتناقلونها فترة طويلة، ومنها أن النحل وضع في فمها عسلاً دون أن يؤذيها.
وراحت ريتا تكبر في الفضيلة والمحبّة بحسب تربية أبويها الفاضلين. وعندما بلغت عمر الزواج، فكّر أهلها في تزويجها. إلاّ أنّها كانت تعيش حبّاً داخليّاً للربّ يسوع وكانت توَد أن تنذر نفسها له؛ فراحت تنازعها عوامل الوفاء لنذرها والطاعة لوالديها.
ورضخت لإرادة والديها فتزوّجت من الرجل الذي اختاروه لها وراحت تعطيه كل حنانها ومحبتّها وصلاتها. إختار والدا ريتا شاباً غنياً وفارساً مقداماً لابنتهما كي يقيها شرّ الفقر؛ لكن هذا الشاب كان يفتقر إلى الإنسانية والحنان. همّه المبارزة وإظهار الذات ولو على حساب الآخرين. لذا لم يتورّع أن يوجّه إليها الإهانات، بل كان أحياناً كثيرة يعتدي عليها بالضرب الموجع؛ مع ذلك كانت هي في استمرار تصلّي للعذراء كي تساعدها على تحمّل بلواها ولم تكن تخبر اهلها حتى لا تجعلهما يشعران بوخز الضمير على اختيارهما لزواجها.
صلاتها هذه واماتاتها لقيت عند الربّ أذنا صاغية؛ فراح الزوج يعود إلى ضميره رويداً رويداً حتى دخل يسوع إلى قلبه وغدا إنساناً يعرف معنى الحياة الزوجية المسيحية.
رزق الله القديسة ريتا ولدين صبين فأحبتهما حباّ رقيقاً ولا أجمل؛ وراحت تزرع في قلبيهما خشية الربّ ومحبّة الآخرين؛ وتبعدهما قدر المستطاع عن روح المجتمع الذي كان ابوهما يتردّد إليه؛ وبدأت تعيش وإياهما حياة حلوة لم تنس في أثنائها أن السعادة هي هبة من الربّ. ولكن لم يطل الأمر حتى عاد الألم يقرع بابها مرّة أخرى، فقد هاجم زوجها ذات مساء، أخصام له مسلّحون وإردوه قتيلاً.
حزنت ريتا على زوجها كثيراً ولكن بقوة الإيمان وعلى رجاء القيامة راحت تصلّي لنفسه وتغدق على ولديها خالص حنانها وعميق عنايتها. وعندما اخذت ريتا على عاتقها تربية ولديها، ادركت انّها سوف تخوض حرباً قاسية، فالمجتمع الذي تعيش فيه كان ينفث سمّ الانتقام في نفس الولدين وهي بكل قوتها تحاول زرع المحبّة. ولكن الجماعة أقوى من الفرد فرفض الولدين افكارها، وأخذا يقتربان من الشرّ، عند ذاك، وبقوّة إيمانها طلبت من الربّ يسوع أن ينقذ نفسي طفليها حتى على حساب جسديهما. وبالفعل قد مرضا تلوَ الآخر، ورغم أنّها فعلت الكثير ممّا تفعله الأم لولدها المريض، إلاّ أن السماء أخذتهما بريئين قبل أن يقعا ضحيّة الشرّ المتجسّد في مجتمع الانتقام. وأصبحت القديسة ريتا وحيدة محرومة من كلّ احبّائها.
وتذكّرت ريتا نذرها القديم ففكرت في أن تحققه الآن، فراحت تقرع باب دير راهبات القديسة مريم المجدلية الأوغسطينيات. لكن باب الدير أغلِقَ في وجهها. فهي امرأة قسى عليها الدهر والدير ليس هروباً من آلام الحياة، لذا رفضتها الراهبات. لكن صلاتها المتواترة جعلتها تفعل الأعاجيب. فذات ليلة وهي منخطفة بروح الصلاة حملها القديسون الى كنيسة الدير المغلق بوجهها. فصعقت الراهبات عندما رأينها في الصباح غارقة في تأملاتها في الكنيسة المغلقة. وتعجّبن كيف استطاعت الدخول. وعندما اخبرتهن الحقيقة خضعن لإرادة الربّ وقبلنها في الدير.
ونذرت الفقر والعفة والطاعة... وقد طلبت منها رئيستها يوماً امتحاناً لها أن تسقي عوداً يابساً ليزهرّ؛ وبالرغم من سخرية اخواتها الراهبات بها فإنّها لبثت تسقيه عاماً كاملاً بالماء والصلاة حتى ازهر وصار كرمة يجنى منها العنب حتى يومنا هذا في بستان الدير، ويتبارك بها المؤمنون وينالون بوسطتها شفاءات عجيبة. وطمحت ريتا أن تصل الى مشاركة يسوع في آلامه، لذا طفقت تصلب يديها على الأرض اياماً، حتى كانت اخواتها الراهبات يظننها مائتة. ولأن يسوع يدرك الحبّ اكثر من كل الناس، قبل مشاركتها إياه، فزرع شوكة من اشواك إكليله في جبينها. فأخذت الآلام المبرحة توجعها، ورائحة الجرح النتئة تضطرها الى الانزواء في غرفة قاسية لئلا تزعج الأخوات، وبقيت خمس عشرة سنة تمجّد الربّ في آلامها.
وفي السبعينات من عمرها زارت روما طالبة من الربّ أن يخفي جرحها حتى لا تُحرج أمام الآخرين فكان لها ما أرادت، وعندما عادت ظهر الجرح ثانية. وفي ليلة ميلادها السادسة والسبعين عانقت روحها الطاهرة يسوع في سمائه فانتشرت الرائحة الذكية في كل ارجاء الدير.
عندما أسحبت الراهبات جسد القديسة ريتا شعّ نور في غرفتها، وراح مكان الجرح يتوهّج. راهبة مشلولة اليد عانقتها فشفيت. أفواج من الطالبين شفاعتها كانت تحصل على عجائب كثيرة.
نقلوها عدة مرات ليراها الجمهور ووضعوها في تابوت مرئي ليتبارك منه الناس.
عام 1626، منحها البابا أوربانوس الثامن لقب طوباوية. وعام 1900، أعلنها البابا لاون الثالث عشر قديسة.
وما زال المؤمنون حتى اليوم يؤمّون ضريحها من كلّ اقطار العالم ويتبركون به؛ ويطلبون من القديسة تحقيق امانيهم المستحيلة لذا دُعيَت شفيعة الأمور المستحيلة.
كان ذلك في 22 إيار 1381. فعمّداها وشكرا الربّ على عطيّته لهما. في طفولتها حدثت بعض المعجزات التي ظلّ القرويّون يتناقلونها فترة طويلة، ومنها أن النحل وضع في فمها عسلاً دون أن يؤذيها.
وراحت ريتا تكبر في الفضيلة والمحبّة بحسب تربية أبويها الفاضلين. وعندما بلغت عمر الزواج، فكّر أهلها في تزويجها. إلاّ أنّها كانت تعيش حبّاً داخليّاً للربّ يسوع وكانت توَد أن تنذر نفسها له؛ فراحت تنازعها عوامل الوفاء لنذرها والطاعة لوالديها.
ورضخت لإرادة والديها فتزوّجت من الرجل الذي اختاروه لها وراحت تعطيه كل حنانها ومحبتّها وصلاتها. إختار والدا ريتا شاباً غنياً وفارساً مقداماً لابنتهما كي يقيها شرّ الفقر؛ لكن هذا الشاب كان يفتقر إلى الإنسانية والحنان. همّه المبارزة وإظهار الذات ولو على حساب الآخرين. لذا لم يتورّع أن يوجّه إليها الإهانات، بل كان أحياناً كثيرة يعتدي عليها بالضرب الموجع؛ مع ذلك كانت هي في استمرار تصلّي للعذراء كي تساعدها على تحمّل بلواها ولم تكن تخبر اهلها حتى لا تجعلهما يشعران بوخز الضمير على اختيارهما لزواجها.
صلاتها هذه واماتاتها لقيت عند الربّ أذنا صاغية؛ فراح الزوج يعود إلى ضميره رويداً رويداً حتى دخل يسوع إلى قلبه وغدا إنساناً يعرف معنى الحياة الزوجية المسيحية.
رزق الله القديسة ريتا ولدين صبين فأحبتهما حباّ رقيقاً ولا أجمل؛ وراحت تزرع في قلبيهما خشية الربّ ومحبّة الآخرين؛ وتبعدهما قدر المستطاع عن روح المجتمع الذي كان ابوهما يتردّد إليه؛ وبدأت تعيش وإياهما حياة حلوة لم تنس في أثنائها أن السعادة هي هبة من الربّ. ولكن لم يطل الأمر حتى عاد الألم يقرع بابها مرّة أخرى، فقد هاجم زوجها ذات مساء، أخصام له مسلّحون وإردوه قتيلاً.
حزنت ريتا على زوجها كثيراً ولكن بقوة الإيمان وعلى رجاء القيامة راحت تصلّي لنفسه وتغدق على ولديها خالص حنانها وعميق عنايتها. وعندما اخذت ريتا على عاتقها تربية ولديها، ادركت انّها سوف تخوض حرباً قاسية، فالمجتمع الذي تعيش فيه كان ينفث سمّ الانتقام في نفس الولدين وهي بكل قوتها تحاول زرع المحبّة. ولكن الجماعة أقوى من الفرد فرفض الولدين افكارها، وأخذا يقتربان من الشرّ، عند ذاك، وبقوّة إيمانها طلبت من الربّ يسوع أن ينقذ نفسي طفليها حتى على حساب جسديهما. وبالفعل قد مرضا تلوَ الآخر، ورغم أنّها فعلت الكثير ممّا تفعله الأم لولدها المريض، إلاّ أن السماء أخذتهما بريئين قبل أن يقعا ضحيّة الشرّ المتجسّد في مجتمع الانتقام. وأصبحت القديسة ريتا وحيدة محرومة من كلّ احبّائها.
وتذكّرت ريتا نذرها القديم ففكرت في أن تحققه الآن، فراحت تقرع باب دير راهبات القديسة مريم المجدلية الأوغسطينيات. لكن باب الدير أغلِقَ في وجهها. فهي امرأة قسى عليها الدهر والدير ليس هروباً من آلام الحياة، لذا رفضتها الراهبات. لكن صلاتها المتواترة جعلتها تفعل الأعاجيب. فذات ليلة وهي منخطفة بروح الصلاة حملها القديسون الى كنيسة الدير المغلق بوجهها. فصعقت الراهبات عندما رأينها في الصباح غارقة في تأملاتها في الكنيسة المغلقة. وتعجّبن كيف استطاعت الدخول. وعندما اخبرتهن الحقيقة خضعن لإرادة الربّ وقبلنها في الدير.
ونذرت الفقر والعفة والطاعة... وقد طلبت منها رئيستها يوماً امتحاناً لها أن تسقي عوداً يابساً ليزهرّ؛ وبالرغم من سخرية اخواتها الراهبات بها فإنّها لبثت تسقيه عاماً كاملاً بالماء والصلاة حتى ازهر وصار كرمة يجنى منها العنب حتى يومنا هذا في بستان الدير، ويتبارك بها المؤمنون وينالون بوسطتها شفاءات عجيبة. وطمحت ريتا أن تصل الى مشاركة يسوع في آلامه، لذا طفقت تصلب يديها على الأرض اياماً، حتى كانت اخواتها الراهبات يظننها مائتة. ولأن يسوع يدرك الحبّ اكثر من كل الناس، قبل مشاركتها إياه، فزرع شوكة من اشواك إكليله في جبينها. فأخذت الآلام المبرحة توجعها، ورائحة الجرح النتئة تضطرها الى الانزواء في غرفة قاسية لئلا تزعج الأخوات، وبقيت خمس عشرة سنة تمجّد الربّ في آلامها.
وفي السبعينات من عمرها زارت روما طالبة من الربّ أن يخفي جرحها حتى لا تُحرج أمام الآخرين فكان لها ما أرادت، وعندما عادت ظهر الجرح ثانية. وفي ليلة ميلادها السادسة والسبعين عانقت روحها الطاهرة يسوع في سمائه فانتشرت الرائحة الذكية في كل ارجاء الدير.
عندما أسحبت الراهبات جسد القديسة ريتا شعّ نور في غرفتها، وراح مكان الجرح يتوهّج. راهبة مشلولة اليد عانقتها فشفيت. أفواج من الطالبين شفاعتها كانت تحصل على عجائب كثيرة.
نقلوها عدة مرات ليراها الجمهور ووضعوها في تابوت مرئي ليتبارك منه الناس.
عام 1626، منحها البابا أوربانوس الثامن لقب طوباوية. وعام 1900، أعلنها البابا لاون الثالث عشر قديسة.
وما زال المؤمنون حتى اليوم يؤمّون ضريحها من كلّ اقطار العالم ويتبركون به؛ ويطلبون من القديسة تحقيق امانيهم المستحيلة لذا دُعيَت شفيعة الأمور المستحيلة.
تيتا- ع . ب
-
عدد الرسائل : 276
العمر : 33
البلد : العراق
الوظيفة : طالبة
الهواية : النت\الرسم
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
رد: صلاة عن حياة القديسة ريتا
مشكور على القصة الجميلة تحياتي
سبهان
سبهان
سبهان امير- ع . ج
-
عدد الرسائل : 52
العمر : 31
البلد : العراق
الوظيفة : طالب
الهواية : الشعر
تاريخ التسجيل : 13/04/2008
رد: صلاة عن حياة القديسة ريتا
قصة حلوة يا ريتا الحلوة
Khalid Josef- ع . ظ
-
عدد الرسائل : 700
العمر : 46
البلد : Iraq_Duhok
الوظيفة : خدمة الله
الهواية : Music , Sport and Internet
تاريخ التسجيل : 22/04/2008
رد: صلاة عن حياة القديسة ريتا
شكرا على الردود الرائعة
تيتا- ع . ب
-
عدد الرسائل : 276
العمر : 33
البلد : العراق
الوظيفة : طالبة
الهواية : النت\الرسم
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
رد: صلاة عن حياة القديسة ريتا
شكرا على هذه القصة الحلوة
رامي المدريدي- ع . ب
-
عدد الرسائل : 441
العمر : 34
البلد : العراق
الوظيفة : طالب
الهواية : النت
تاريخ التسجيل : 13/04/2008
رد: صلاة عن حياة القديسة ريتا
شكرا تيتا على هاي القصة الرائعة
سارة- ع . ج
-
عدد الرسائل : 87
العمر : 33
البلد : العراق
الوظيفة : طالبة
الهواية : الترنيم
تاريخ التسجيل : 23/04/2008
رد: صلاة عن حياة القديسة ريتا
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
روينا الاركن- م.ش2
-
عدد الرسائل : 303
العمر : 37
البلد : العراق
الوظيفة : طالبة
تاريخ التسجيل : 23/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مارس 30, 2012 3:09 am من طرف فريد عبد الاحد منصور
» الحـــــــــــواس الخمسة
الإثنين مارس 12, 2012 7:59 am من طرف فريد عبد الاحد منصور
» الصــــــــــــــــــــــــوم ج 2
الجمعة مارس 02, 2012 4:19 pm من طرف فريد عبد الاحد منصور
» الصــــــــــــــــوم ج1
الخميس فبراير 23, 2012 1:32 pm من طرف فريد عبد الاحد منصور
» تأمــل في سفر يونان النبي
الثلاثاء يناير 31, 2012 9:25 am من طرف فريد عبد الاحد منصور
» رتب الكلمات الاتية ؟
الثلاثاء نوفمبر 22, 2011 5:53 pm من طرف Raed A. J
» البعض من اخوتنا يقولوا نحن نتعمذ عندما يصبح عمرنا 30 سنه مث
الأحد أكتوبر 25, 2009 12:30 pm من طرف فريد عبد الاحد منصور
» ((تسأليني ليش احبج))..................
الأحد أكتوبر 18, 2009 9:35 am من طرف حمامة سلام
» تأملات في انتقال مريم العذراء الى السماء بالنفس والجسد
الأحد أكتوبر 18, 2009 6:45 am من طرف فريد عبد الاحد منصور
» لو صادفك إنسان أعمى وطلب منك أن تصف له هذه الدنيا ,ماذا ستقول له؟؟
السبت أكتوبر 17, 2009 6:02 pm من طرف حمامة سلام